وكانت يدي لها قبرا !!

من بعيد راعني شدة بياضها الذي يشبه السحاب حينما تكون السماء صافية بلجة ،
ولفت نظري جمالها الذي نادرا ما تشهده عيني ..
كانت مع أخواتها اللواتي لم أستطع عدهن في مشهد يثير البسمة ، ويجلب السعادة ، ويغمر
القلب بالفرحة ..
كانت أوسطهن ، وعلي قدر جمالها كانت خفتها ، وعلي قدر بياضها كانت شفافيتها ...
راودتني نفسي أن أقترب فهممت بالإقتراب ، لكن شيئا ما أثار دهشتي !!!
كلما أغمض عيني وأفتحها أري أخواتها تتناقص بتدريج مثير للعجب !!!
وفجأة ! أصبحت وحدها ، تعاطفت معها ، رق قلبي لها .. اقتربت منها أكثر،
رأيتها تتجه نحوي كأنها تقصدني ، بل كأنها تستغيث بي لأنقذها ..
لكنها فجأة تراجَعَت ، فتوقفْتُ ..بدأ القلق يأخذ مأخذه مني..
عاودت نحوي ، كأنها ريشة معلقة في الهواء يسيرها كيف يشاء مسلوبة الإرادة تنتظر
مصيرها المجهول..
عادت إليّ ابتسامتي ، اقتربت أكثر..من شدة صفائها رأيت فيها نفسي ، فزاد لهفي..
قررت أن أكون حماها ، مددت يدي إليها..لكن شيئا ما حدث !!
مع إغماضة عيني لم أجدها.، أين ذهبت ؟!!
التفت يمينا ويسارا ، لم أجد لها أثرا ، إلا علي أصابعي !!
وكانت يدي لها قبرا !!
.
.
.
تمت
.
.
.
قد يتسائل البعض من تكون ؟؟
إنها فقاقيع !!!!
دائما ما تظهر للإنسان بأشكال مختلفة لكنها سرعان ما تزول ومع ذلك يهابها الإنسان !!
قس على ذلك كثيرا من الأشياء التي نجدها في الحياة نخشاها لجهلنا بها مع ضعفها وهوانها !!!