في الدنيا وأحوالها

بسم الله الرحمن الرحيم


(في ذكر الدنيا وأحوالهاوتقلبها بأهلهاوالزهد فيها)

قال الله تعالى قل متاع الدنيا قليل والآخرة خير لمن اتقى )
فوصف سبحانه وتعالى جميع الدنيا بأنها متاع قليل وأنت تعلم
أيها الإنسان أنك ماأوتيت من القليل إلا القليل. ثم إن القليل إن
تمتعت به فهو لعب ولهو لقوله تعالى:
( إنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة) فلا تبغ أيها العاقل حياة قليلة
تفنى بحياة كثيرة كما قال ابن عياض: لوكانت الدنيا ذهبا يفنى
والآخرة خزف يبقى،لوجب علينا أن نختار مايبقى على مايفنى.
***
ولم أرى مثل الموت حتى كأنه إذا ما تخطته الأمانيّ بــــــــــــــاطل
وما أقبح التفريط في زمن الصبا فكيف به والشيب في الرأس شاعل
ترحل من الدنيا بزاد من التقى فعمرك أيام تعد قلائـــــــــــــــــــــل

***

قف بالديار فهذه آثارهم تبكي الأحبة حسرة وتشوقــــــــــــــــــا
كم قد وقفت بها أسائل أهلها عن حالها مترحما أومشفقــــــــــا
فأجابني داعي الهوى في رسمها فارقت من تهوى وعزّ الملتقى
***

بالله ربـك كم قصر مررت بـه قد كان أعمر باللذات والطرب
نادى غراب المنايا في جوانبه وصاح من بعده بالويل والخرب
***
ومن يأمن الدنيا يكن مثل قابض على الماء خانته فروج الأصابع