الى معلمي الفاضل ....التاريخ

سللت قلمي..لأكتب لك.!
فتهت بين حروفي هل أنا الذي اكتب لك أم أنت الذي تكتب لي.؟!!
سؤالٌ طالما تحيرت أمامه..! ولم أجد له اجابة شافية الى الآن..!

لكن قلمي أبى إلا أن أكتب لك، وبك ، واليك ،وعنك..
فأنت معلمٌ لا كالمعلمين..!
أنت بالنسبة لي ..واقع الحياة، والتجارب، والسنن والنواميس الكونية..
أنت إضاءآتٌ وومضات، أنت عِزٌّ وانتصارات، أنت آلامٌ وآهات، أنت دمعاتٌ وبسمات..!
أنت قصصٌ وآيات، أنت سيرٌ وماجريات..
أنت بالفعل معلمي الفاضل المخلص"التاريخ"

كم يُعجبني فيك ..أيها المعلم..!
تلك الأبعاد الفكرية والسياسية والتربوية.. أنت بالنسبة لنا ضرورة لمن أراد أن تكون مسيرته
متجاوزة لخطيئة البدء من الصفر..!
كم يُعجبني فيك أنك لا تنسى تلاميذك النجباء الذين سطروا حياتك فسطرت حياتهم...وهذا قمة الوفاء..
وهذا كتاب الله يرفع من شأنك وقدرك.."لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الالباب.."

معلمي ..كم أحبك..! لأن لك في قلبي إضاءاتٌ وومضات..! أعيشها اليوم في حياتي..
فكم غذيتني بالمعرفة.؟ وكم علمتني كيف أبحث عن ذاتي؟!
وكيف أعثر على هويتي وسط هذا الزخم من الناس في هذا العالم..!

أتذكر يا معلمي..!
عندما حدثتني عن الصراع بين الحق والباطل ..
وكيف التقى الحق والباطل في معركة "بدر" وكان النصر حليف الحق..!
لكن هذا النصر كما كنت تحدثني أنه لم يأت دون تبعاتٍ قبله ومشاق..!
فيا لله للصحابة..كم أذوا في أنفسهم وأموالهم وديارهم فصبروا فنالوا عاقبة صبرهم نصراً..!

معلمي الغالي"التاريخ"
إنك علمتني كيف أفتخر برصيدي منك في جانب الحق..!
ولهذا لا أزال أشعر...بأنك معي بين أنفاسي..! بله أسمعك تهمس في أذني..
"ألست مسلماً يالحرف الناطق..؟"
فأجيبك..."بلى..!" فتصرخ "إذاً أنت على الحق في هذا الصراع العالمي اليوم بين الحق والباطل..!"
لا تدع الفرصة للباطل أن يعربد ويسحب عليك رياحه وأعاصيره المدمرة..فيدمرك ويدمر إخوانك المسلمين..!
"لا تترك الباطل يخرق السفينة" لتغرقوا جميعاً..!

معلمي.."التاريخ"
ليتنا عرفناك في طفولتنا ..ونشأنا بين يديك..!
غفر الله لأبائنا الذين لم يعرفونا على مثلك من المعلمين المخلصين ونحن صغاراً..!
هذا أحد تلاميذك"المؤرخ الفرنسي المعروف"هنري كروسيه" منذ ما يزيد عن نصف القرن..
جالسك وخالطك واستفاد منك..، فألف عنك كتابه الذي اسماه"رصيد التاريخ"
قصد به تاريخ أروبا المسيحي..!
فما أحوجنا نحن "المسلمون" الى محاولات كهذه معك "تاريخنا الإسلامي" وبحثاً عن رصيدك..!

إنك يا.."معلمي التاريخ" بالنسبة لي "كالمرآة"
أراك تعكس لي ما جرى في العصور الغابرة..!
ويوماً ستعكس صورتنا لأبنائنا والأجيال القادمة